إدارة الأموال والادخار هما جزء لا يتجزأ من حياة الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم. إذ يسعى الكثيرون إلى الادخار لمواجهة التحديات المالية والاستعداد للمصاريف المستقبلية.
هل تراود أسئلة مثل؛ كيف يمكنني توفير المال؟ أو كيف يتم توفير المال؟ في هذا المقال، سنعرفك على أبرز طرق توفير المال لنساعدك على تحقيق أهدافك بسهولة وفعالية.
توفير المال له فوائد عديدة. أولاً، يمنحك شعورًا بالأمان المالي، حيث يكون لديك وسادة مالية تساعدك في التعامل مع المصاعب المالية المفاجئة مثل فقدان الوظيفة أو الأمور الصحية الطارئة. يساعدك أيضاً على تحقيق أهدافك المستقبلية، سواء كان ذلك شراء منزل أو تعليم أطفالك.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتوفير المال أن يمنحك الاستقلالية المالية، حيث يمكنك اتخاذ القرارات المالية بحرية دون الاعتماد على الديون أو القروض. كما يمكنك تجنب دفع فوائد عالية على القروض وتحقيق مزيد من الاستقرار المالي.
علاوة على ذلك، يمكن للتوفير المنتظم أن يمنحك فرصة للاستثمار وزيادة ثروتك مع مرور الوقت، سواء من خلال الاستثمار في الأسهم أو العقارات أو الأعمال التجارية. وبهذا، يمكن أن يسهم توفير المال في تحسين جودة حياتك ومستقبلك المالي.
تتعدّد طرق توفير المال التي يمكنك اتباعها، ولكننا سنقدّم لك فيما يلي 4 إستراتيجيات ذكية يتنسى لك اختيار ما يناسبك منها:
في كتابه الشهير “أسرار عقل المليونير” اقترح هارف إيكر إستراتيجية بسيطة لتوزيع الدخل حسب نسب مئوية محدّدة حتى تكون قادراً على الادخار. ووفقاً لهذه الإستراتيجية، ينبغي عليك تقسيم دخلك الشهري على النحو التالي:
تقوم هذه الإستراتيجية على تدوين المصاريف والدخل الثابت (الراتب وفواتير المياه والكهرباء…) حتى تحدّد بداية كل شهر مقدار الأموال التي ستتوفر لتغطية بقية المصاريف، ومع كل عملية إنفاق، يجب تحديد تاريخ ونوع الإنفاق: الملابس، الطعام، الترفيه أو الأنشطة. يجب أن تدوّن كل صغيرة وكبيرة من النفقات، ومن خلال تسجيل كل شيء بالتفصيل، ستتمكن من معرفة جميع النفقات غير الضرورية، وتلك التي يتعين عليك التخلص منها لتوفير المال بشكل فعال.
تُعتبر هذه الإستراتيجية مفيدة للغاية وفعّالة لكنها تتطلب إرادة قوية، وتستند إلى تخصيص نسبة من دخلك للادخار واعتماد ما تبقى لتغطية نفقاتك لباقي الشهر. في هذه الحالة، يكمن التحدي في البحث عن حلول للتقيد بما تملكه في رصيدك بعد تحويل نسبة من دخلك إلى حساب الادخار.
ومن الضروري تحديد مقدار الأموال التي تحصل عليها كل شهر، إلى جانب النفقات ومجال إنفاقها، وينبغي تقسيم النفقات إلى خانتين، الأولى للضروريات والثانية للكماليات، بعد ذلك، يجب أن تسحب المبلغ الذي تحتاجه لجميع هذه النفقات دفعة واحدة من حسابك البنكي بداية كل شهر حتى تتجنب الإنفاق على الأمور غير الضرورية.
تتمثل هذه الطريقة في توفير المال لمدة 52 أسبوعاً في حصالة أو صندوق أو حساب ادخار، ويفرض هذا التحدي وضع مبلغ مالي مقابل كل أسبوع من التحدي، بعبارة أخرى، ينبغي أن تدخر في الأسبوع الأول دولاراً واحداً، ودولارين في الأسبوع الثاني، وهكذا إلى أن تصل إلى الأسبوع 52، حيث يجب أن تدخر 52 دولاراً.
في نهاية التحدي، ستكون قد ادخرت 1378 دولاراً، وهذا أحد أشكال الادخار التدريجي والمستمر حيث يتعين عليك بذل جهد لإيجاد طريقة للاستغناء عن بعض النفقات غير الضرورية.
هذا التحدي مشابه للطريقة السابقة، لكن في هذه الحالة ينبغي عليك توفير مبلغ أكبر في شهر واحد، وهو ما سيساعدك في ادخار “احتياطي أمان” في غضون بضعة أشهر. في هذه الإستراتيجية، ينبغي توفير دولار واحد في اليوم الأول، ثم دولارين اليوم الثاني، وتكرار نفس الأمر مع بقية أيام الشهر وصولاً إلى اليوم الثلاثين. بهذه الطريقة، ستكون قد وفرت 465 دولار. وإذا كان دخلك منخفضاً، يمكنك تخصيص مبلغ أقل للادخار كل يوم، ولكن المهم هو التعود على الادخار، لأن النتائج تستحق العناء!
بهذه الطريقة، ستكون قد وفرت 465 دولاراً. وإذا كان دخلك منخفضاً، يمكنك تخصيص مبلغ أقل للادخار كل يوم، ولكن المهم هو التعود على الادخار، لأن النتائج تستحق العناء!
تستدعي طرق توفير المال والادخار التخطيط والتفكير الذكي. من إستراتيجية “هارف إيكر” البسيطة إلى تحدي الـ 52 أسبوعًا وتحدي الـ 30 يوماً، يمكنك اختيار الأسلوب الذي يناسب وضعك المالي وأهدافك. بتطبيق إحدى هذه الإستراتيجيات، ستكتشف أن الادخار ليس مهمة صعبة، بل يمكن أن يصبح عادة يومية تساعدك في تحقيق الاستقرار المالي في المستقبل.