“أنت تبني مستقبلك بما تفعله اليوم وليس ما تفعله غداً”
يُمكن تعريف الميزانية التقليدية على أنها الخطة التي تُحقق الأهداف المالية من خلال مراقبة مدخراتك ودخلك ونفقاتك. أما الميزانية الصفرية، فهي تُعد التوازن بين جميع الموارد المالية، بما في ذلك الأموال المُخصصة للادخار أو لسداد الديون، بحيث يكون مجموع الإيرادات يساوي مجموع المصروفات، ومن هنا جاء اسمها.
إذا لم تكن لديك ميزانية بعد، فقد حان الوقت لتخصيص بضع ساعات لإعدادها. يُمكنك إعداد خطة مالية بالطريقة التقليدية باستخدام الورق والقلم، لكن استخدام الجداول الرقمية يوفر الوقت والجهد، حيث تحسب المبالغ والمصاريف تلقائياً. ولتسهيل هذه العملية، هناك العديد من النماذج البسيطة والمخصصة على الإنترنت يمكنك تعديلها بسهولة لتتناسب مع احتياجاتك المالية. المهم هو العثور على الأداة المناسبة لك لإعداد ميزانيتك بكفاءة.
تشمل الميزانية البسيطة فئات مختلفة تغطي جميع المدفوعات التي يجب عليك تسديدها خلال الشهر، سواء كانت احتياجات ضرورية أم أمور ثانوية تود إنفاقها، بالإضافة إلى المدفوعات المخصصة للادخار. يُمكنك أيضاً إضافة فئة للأموال التي ترغب في التبرع بها. يُفضل أن تبدأ بتخصيص المبلغ المخصص للادخار والاحتياجات، ثم إنفاق المتبقي على الفئات الأخرى. نظراً لاختلاف أولويات كل شخص، يصبح من الضروري تخصيص المزيد لبعض الاحتياجات على حساب الأخرى، مما يتطلب تقدير دقيق للموارد المالية لديك.
الخطوات التالية ستساعدك في الوصول إلى وضع يؤهلك للتحكم في شؤونك المالية وسيصبح الطريق ممهداً أمامك لإدارة أموالك. وهذه هي الخطة التي ستستخدمها لتوجيه نفقاتك خلال أيام الشهر. حتى إذا كنت تعاني من فوضى عارمة في إدارة شؤونك المالية، فإن هذه الخطط الاستراتيجية ستخلصك من الديون وتفتح لك باباً للاستقرار المالي!
يمكنك إنشاء فئات لنفقاتك إذا أردت (مثل الفواتير المنزلية، مصاريف أفراد العائلة، التأمينات). بعض هذه التكاليف ستكون ثابتة (مثل أقساط تعليم أطفالك وأقساط السيارة) أما التكاليف الأخرى قابلة للتغيير (مثل المونة الشهرية والترفيه).
هذا يعني تخصيص مبالغ مالية لمدخراتك (مثل تسديد ديون إضافية أو مدخرات مخصصة للطوارئ أو استثمارات طويلة الأجل) واعتبارها أولوية قصوى.
إذا كنت محظوظاً وتبقّى لديك مبلغ من المال بعد خصم جميع نفقاتك من الدخل، قم بتحديد إلى أين يذهب دخلك الإضافي (قم بزيادة مدخراتك أو انفقها في شيء مفيد). أما إذا كنت تعاني عجزاً فستحتاج إلى تحريك تكاليفك إلى أن تصل إلى الموازنة.
“لا تنفق أكثر من حدود ميزانيتك”
إعداد الميزانية الشخصية ليست مجرد واجب، بل هي استثمار في مستقبلك المالي. إنها الخطوة الأولى نحو الاستقرار والراحة المالية. ذكّر نفسك دائماً “أنت تبني مستقبلك بما تفعله اليوم وليس ما تفعله غداً”. لذا، لا تنتظر، ابدأ من اليوم بإعداد ميزانيتك الشخصية وابنِ لنفسك طريقاً نحو الاستقرار المالي.